كيف تجــ قلـبك ـــد ؟؟؟؟
صفحة 1 من اصل 1
كيف تجــ قلـبك ـــد ؟؟؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الحمـد لله رب العالمين الذي أنزل الكتاب المبين على عبده ورسوله الصادق الأمين , فشرح به صدور عباده المتقين الغر الميامين ,
وأشهد أن لا أله الله وحده لا شريك له
ولا ولد له ولا ند له , واحد في ذاته متفرد بصفاته , ليس كمثله شئ وهو السميع البصير,
إن
الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه , يرفع إليه عمل
الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل , حجابه النور لو كشفه
لأحرقت سبحات وجهه ما أنتهي إليه بصره من خلقه ,
وأشهد أن
سيدنا محمـداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه , سيد
الأولين والآخرين , وخاتم الأنبياء والمرسلين , والمبعوث رحمة للعالمين.
"
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِيخَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّمتهما رِجَالًا كَثِيرًا
وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِيتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْرَقِيبًا "
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ "
"
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا
سَدِيدًايُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا"
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله , وخير الهدي هدي محمـد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
وشر الأمور محدثاتها , وكل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة , وكل ضلالة في النار.
ثم أما بعد,,,
روى البيهقي والحاكم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
"
أَخَذَ الْمُشْرِكُونَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ فَلَمْ يَتْرُكُوهُ حَتَّى
سَبَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم وَذَكَرَ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ ثُمَّ
تَرَكُوهُ،
فَلَمَّا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
قَالَ : مَا وَرَاءَكَ؟ قَالَ: شَرٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا تُرِكْتُ
حَتَّى نِلْتُ مِنْكَ وَذَكَرْتُ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ.
قَالَ: كَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ؟. قَالَ: مُطْمَئِنًا بِالإِيمَانِ.
قَالَ :إِنْ عَادُوا فَعُدْ " .
أخوتاه
كثر
الكلام والحديث عن التوبة والندم وعن الخشوع لله وعن الخوف من الله وعن
إتباعك لنبيك وعن التزامك وعن تدينك وعن إتيانك للحلال واجتنابك للحرام .
ولكن قبل كل هذا , إن كل ما ذكرته آنفاً محله تلك المضغة التي بين جوانحك .
إنه " القلب " .
أخي الحبيب
دعني أردد عليك سؤال ولا تسرع في الإجابة عليّ .
سؤال يترتب على إجابته أشياء وأمور كثيرة .
" كــيــف تــجـــد قــلــبــك ؟ "
إن جواب عمّار بن ياسر كان سريعاً لأنه وجد قلبه بل وجد الإيمان مستقر في قلبه .
فلذا قالها للرسول صلى الله عليه وسلم " مطمئن بالإيمان "
أخي الحبيب .
" كيف تجد قلبك ؟ "
أظن أنه ليس من الفقه أن أقول لك كيف تجد قلبك دون أن أسألك .
" أين قلبك ؟ "
هل تعرف أين قلبك ؟ هل تجده بسرعة أم أنه تاه وسط تلك الفتن والشهوات والشبهات .
هل إذا قلت لك أين قلبك تأتى به من داخل مصحف فتحته وقرأت فيه آية من كتاب الله ؟
هل تجده داخل دعوة دعوت بها ربك ؟
هل تجده فوق رقعة أرض سجدت لله عليها ؟
هل تجده داخل ليلة بكيت فيها من خشية الله ؟
هل تجده أمرك بمعروف ونهيك عن منكر ؟
هل تجده من داخل صندوق للصدقة تصدقت فيه لفقير ؟
هل تجد قلبك قائما يصلي في جوف الليل ؟
هل تجده فيما ذكرت ؟
هل ؟
..... ؟
أم تجده وسط جلسة بين أصحابك يأتون المنكرات ألواناً والفواحش بخلافها ؟
أو تجده في شاشة كمبيوتر بها صورة إباحية ؟
أم تجده داخل فيلم إباحي ؟
أو تراه يكمن في شريط للمطرب الفلاني ؟
أو تجده داخل جسد فتاة نظرت إليها في الحرام ؟
أم داخل صندوق للربا أرتبت فيه ؟
أيـــــــــــــــــــــــــن قـــــــــــــلـــــــــــــبــــــك ؟
أبهذه المعاصي تجد قلبك ؟
هل أنت راضي عن قلبك ؟
كل تلك الذنوب تملأ قلبك ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
" ألم يأن للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله "
ألم يأن الوقت لكي يرق قلبك ؟
أيرضيك هذا الحال الذي عليه قلبك ؟
كيف أسألك عن حال قلبك وأنت لا تجده من الأصل ؟
تعالى نبحث سوياً عن قلبك يا عبد الله ويا أمة الله .
إن
كان قلبك من الصنف الطيب الذي ذكرناه أول ما ذكرت فلن يأخذ كلامنا وقت
طويل , أما إن كان قلبك من النوع الذي ذكرناه مؤخراً فسوف يطول الكلام ..
هيا لنبحث عن قلبك الذي لوثته المعاصي
هيا هيا .
ها هل وجدت قلبك ؟
نعم وجدته .
ما هذا يا أخي ؟
قلبي
هل تلك القطعة السوداء المحترقة هي قلبك ؟
هل بهذا القلب الأسود القاتم تقابل ربك ؟
ما كل هذا السواد وما هذا الران الذي يعلو قلبك ؟
" كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون "
ما تلك الرائحة التي تخرج من قلبك
ااااااااااااااااه
إنها عفن القلب ؟
بالله أتركت قلبك حتى وصل لتلك المرحلة ؟
هل بهذا القلب تعرض على الله .
" يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم "
هل قلبك هذا يصلح لكي تأتي الله به يوم قيامتك ؟
هل قلبك سليم لكي تفرح وتقابل الله ؟
بالطبع لا .
إذا ماذا العمل ؟
ابكي يا أخي وابكي يا أختي .
ابكي على قلبك , ابكي عليه وطهره .
ابكي حتى تغسل قلبك من هذه الذنوب , ابكي على ما فرّط في حق الله وفي حق نفسك .
ها هل انتهيت من دمعك ؟
أه لا يزال قلبك أسود ليس بنفس الدرجة ولكنه ما زال أسود لم تنقيه الدموع .
إن ما تم اقترافه في تلك المرحلة لا تغسله الذنوب فقط , إذا ما العمل ؟
أبشرك أخي الحبيب أعلم أنه طالما فتح الله عليك باب البكاء فأعلم انه يريد أن يطهرك .
تعالى معي قبل أن نشرع في التحدث عن العلاج
تعالى معي نقرا تلك الآية سوياً
بسم الله الرحمن الرحيم
" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم "
ما حال قلبك بعد أن سمعت تلك الآية .
ما رأيك في أن تقوم تغتسل وتتطهر وتتوضأ .
أريدك أن تستشعر أنك تغسل قلبك بالماء , أغسله وطهره .
هل انتهيت . طيب ما تقوم تصلي ركعتين في ظلام الليل وأعلم
" أن ما دُمّر في الظلام تستطيع أن تصلحه في الظلام "
ولكن شتّان بين ظلام المعصية وظلام الثلث الأخير من الليل .
أسجد لبرك وناجيه وأدعوه أن يغفر لك وأن ينير قلبك .
ها أنت بدأ قبلك ينير , ها هي تلك النقطة السوداء بدأت تنجلي شيئاً فشيء .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
"تعرضالفتن
على القلوب كعرض الحصير عودا عودا، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتةسوداء،
وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تعود القلوب على قلبين: قلب أسود
مربادا كالكوز مجخيا، لا يعرف معروفا و لا ينكر منكرا، إلا ماأشرب من
هواه، و قلب أبيض فلا تضره فتنة ما دامت السماوات و الأرض. "
ها هي تلك النقطة البيضاء بدأت تظهر ولكنها ما زالت صغيرة . فما العمل .
أه إنها تنقية القلب .
" التخلية قبل التحلية "
لا بد أن نمسح تلك المعاصي التي سوّدت قلبك .
إنها
تلك السيجارة , إنه هذا الشريط لمطربك المحبوب العملاق الذي سيشفع لك عند
ربك , إنها الأغنية المشهورة التي ستدندنها في قبرك , إنها البنت المحبوبة
المعوقة حبك الوحيد .
إنه الربا , المال الحرام , إنه البعد عن القرآن , والبعد عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
هيا هيا نظف قلبك نقه من المعاصي .
ها هي بدأت تلك البقعة البيضاء تتسع ولكنه لا تزال جوانب قلبك مسوّدة مظلمة .
وجدت لك الحل . تعالى معي نقرأ كتاب الله ونستخرج من الجواب الشافي .
بسم الله الرحمن الرحيم
"
الذينلا يدعون مع الله إله أخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق
ولايزنون ومن يفعل ذلك يلقى أثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد
فيهمهانا إلا من تاب وأمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم
حسناتوكان الله غفوراً رحيماً "
هل سمعت تلك الآية من قبل وهل سمعتها بنفس درجة الخشوع .
إنها تلك الكلمة القرآنية الرحيمة
" إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً "
هيا
تب إلي الله وأجتهد في الطاعات , استغفر الله , وسبحه وأكثر من الذكر ,
فإن الذكر حياة القلب , اقرأ القرآن , واظب على الصلاة , أسمع للعلماء
وللدعاة الصادقين الربانيين , لا تنسى قيام الليل , أرحل عن بيئة المعصية
, وأشرع في تقلي العلم الشرعي أو حتى بديهيات .
وأعلم أن القلوب جوّالة إما أن تجول حول السماء وإما أن تجول حول الخلاء .
فأجعلها تجول حول السماء .
ها هو قلبك بدأت تملأ جنابته النور
ها هو قلبك قد سطعت أنوار الإيمان فيه.
والآن دعني أردد عليك السؤال الذي طرحته عليك في أول كلامي
" كيف تجد قلبك ؟ "
تستطيع الآن أن تقول لي مطمئن بالإيمان كما قالها عمّار بن ياسر .
تستطيع ان تقول قلبي ترك المعاصي بدأ يدخله النور , وبدا الإيمان يستقر بداخله .
هنا
فقط إذا حدثتك بشيء تبدأ تنصت له بأذن قلبك لا بأذن عقلك , إن حالك قبل
تلك المرحلة , مراحل التطهير والتنقية والغسل والشحن حاله قبل تلك المراحل
كان سيء جداً , كان يسمع بعقله فقط وقلبه صامت ميت لا يتحرك .
يكتفي بالسماع العقلي فقط لا يمرر الكلام على قلبه , وكيف يمرره وقلبه أسود لا ينكر منكراً ولا يأمر بمعروف .
إذا كلمتك عن صلاة الليل والتهجد وأنت مضيع للفروض الخمس فكيف تستمع وتنصت .
فإن
حال كثيراً من الناس يسمع بعقله , ولنضرب مثلاً هنا في المنتدى حينما أقوم
بطرح موضوع عن الاختلاط , ترى الناس تشكر وجزاك الله خيراً موضوع رائع .
وتراه
بعد ذلك مباشرة يكلم الأخت الفلانية على الإيميل وتراه يتحدث معها في
موضوع أمام الأعضاء بلا أدنى حياء أو خجل أو تراه يراسلها وتراسله عبر
رسائل الزوار أو الرسائل الخاصة , وتضحك معه ويضحك معها .
فهل هي أو هو سمعوا بأذن قلوبهم ؟
بالطبع لا .
وآخر تراه قد شكر في موضوع يحرم الغناء وترى في توقيعه صورة للمطرب الفلاني وأغنية للمطرب العلاني .
فلا تأتوني بعقل على عقلي لكي تقنعوني بأنه قد عقِل ما قيل له أو مرره على القلب .
إن علامة التأثير في القلب هي أولاً قابلية القلب للتلقي .
ثانياً حسن التلقي , ثالثاً المكان المناسب والمناخ المناسب للتلقي .
ومن ثم التفكير في تطبيق ما تم تلقيه وهذا ما نهجته في الحوار معك في مراحل التطوير
والتطهير والشحن الإيماني .
فأنت أخي الحبيب وأختي الكريمة
تستطيعون أن تستمعون إلي الآن بقلوبكم .
إن كان كلام الذي سبق قد أثر فيكم واقتنعتم به .
أخي في الله أختي الكريمة
" كــــــيـــــــف حـــــــــال قــــــــــلــــبــك ؟ "
أعرف وقلبك وأحرص على أن تجعله نظيفاً .
اللهم طهر قلوبنا من المعاصي والذنوب
اللهم طهر قلوبنا من المعاصي والذنوب
اللهم طهر قلوبنا من المعاصي والذنوب .
اللهم أصرف قلوبنا إلي الطاعة .
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا
وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان وأخرجه من قلوبنا
اللهم نوّر قلوبنا بنور اليقين .
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه , و أرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه .
وصلي اللهم على محمـد عبدك ونبيك صلى الله عليه وسلم .
أحبكم في الله
الحمـد لله رب العالمين الذي أنزل الكتاب المبين على عبده ورسوله الصادق الأمين , فشرح به صدور عباده المتقين الغر الميامين ,
وأشهد أن لا أله الله وحده لا شريك له
ولا ولد له ولا ند له , واحد في ذاته متفرد بصفاته , ليس كمثله شئ وهو السميع البصير,
إن
الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه , يرفع إليه عمل
الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل , حجابه النور لو كشفه
لأحرقت سبحات وجهه ما أنتهي إليه بصره من خلقه ,
وأشهد أن
سيدنا محمـداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه , سيد
الأولين والآخرين , وخاتم الأنبياء والمرسلين , والمبعوث رحمة للعالمين.
"
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِيخَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ
وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّمتهما رِجَالًا كَثِيرًا
وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِيتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْرَقِيبًا "
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ "
"
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا
سَدِيدًايُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا"
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله , وخير الهدي هدي محمـد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
وشر الأمور محدثاتها , وكل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة , وكل ضلالة في النار.
ثم أما بعد,,,
روى البيهقي والحاكم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
"
أَخَذَ الْمُشْرِكُونَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ فَلَمْ يَتْرُكُوهُ حَتَّى
سَبَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم وَذَكَرَ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ ثُمَّ
تَرَكُوهُ،
فَلَمَّا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
قَالَ : مَا وَرَاءَكَ؟ قَالَ: شَرٌّ يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا تُرِكْتُ
حَتَّى نِلْتُ مِنْكَ وَذَكَرْتُ آلِهَتَهُمْ بِخَيْرٍ.
قَالَ: كَيْفَ تَجِدُ قَلْبَكَ؟. قَالَ: مُطْمَئِنًا بِالإِيمَانِ.
قَالَ :إِنْ عَادُوا فَعُدْ " .
أخوتاه
كثر
الكلام والحديث عن التوبة والندم وعن الخشوع لله وعن الخوف من الله وعن
إتباعك لنبيك وعن التزامك وعن تدينك وعن إتيانك للحلال واجتنابك للحرام .
ولكن قبل كل هذا , إن كل ما ذكرته آنفاً محله تلك المضغة التي بين جوانحك .
إنه " القلب " .
أخي الحبيب
دعني أردد عليك سؤال ولا تسرع في الإجابة عليّ .
سؤال يترتب على إجابته أشياء وأمور كثيرة .
" كــيــف تــجـــد قــلــبــك ؟ "
إن جواب عمّار بن ياسر كان سريعاً لأنه وجد قلبه بل وجد الإيمان مستقر في قلبه .
فلذا قالها للرسول صلى الله عليه وسلم " مطمئن بالإيمان "
أخي الحبيب .
" كيف تجد قلبك ؟ "
أظن أنه ليس من الفقه أن أقول لك كيف تجد قلبك دون أن أسألك .
" أين قلبك ؟ "
هل تعرف أين قلبك ؟ هل تجده بسرعة أم أنه تاه وسط تلك الفتن والشهوات والشبهات .
هل إذا قلت لك أين قلبك تأتى به من داخل مصحف فتحته وقرأت فيه آية من كتاب الله ؟
هل تجده داخل دعوة دعوت بها ربك ؟
هل تجده فوق رقعة أرض سجدت لله عليها ؟
هل تجده داخل ليلة بكيت فيها من خشية الله ؟
هل تجده أمرك بمعروف ونهيك عن منكر ؟
هل تجده من داخل صندوق للصدقة تصدقت فيه لفقير ؟
هل تجد قلبك قائما يصلي في جوف الليل ؟
هل تجده فيما ذكرت ؟
هل ؟
..... ؟
أم تجده وسط جلسة بين أصحابك يأتون المنكرات ألواناً والفواحش بخلافها ؟
أو تجده في شاشة كمبيوتر بها صورة إباحية ؟
أم تجده داخل فيلم إباحي ؟
أو تراه يكمن في شريط للمطرب الفلاني ؟
أو تجده داخل جسد فتاة نظرت إليها في الحرام ؟
أم داخل صندوق للربا أرتبت فيه ؟
أيـــــــــــــــــــــــــن قـــــــــــــلـــــــــــــبــــــك ؟
أبهذه المعاصي تجد قلبك ؟
هل أنت راضي عن قلبك ؟
كل تلك الذنوب تملأ قلبك ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
" ألم يأن للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله "
ألم يأن الوقت لكي يرق قلبك ؟
أيرضيك هذا الحال الذي عليه قلبك ؟
كيف أسألك عن حال قلبك وأنت لا تجده من الأصل ؟
تعالى نبحث سوياً عن قلبك يا عبد الله ويا أمة الله .
إن
كان قلبك من الصنف الطيب الذي ذكرناه أول ما ذكرت فلن يأخذ كلامنا وقت
طويل , أما إن كان قلبك من النوع الذي ذكرناه مؤخراً فسوف يطول الكلام ..
هيا لنبحث عن قلبك الذي لوثته المعاصي
هيا هيا .
ها هل وجدت قلبك ؟
نعم وجدته .
ما هذا يا أخي ؟
قلبي
هل تلك القطعة السوداء المحترقة هي قلبك ؟
هل بهذا القلب الأسود القاتم تقابل ربك ؟
ما كل هذا السواد وما هذا الران الذي يعلو قلبك ؟
" كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون "
ما تلك الرائحة التي تخرج من قلبك
ااااااااااااااااه
إنها عفن القلب ؟
بالله أتركت قلبك حتى وصل لتلك المرحلة ؟
هل بهذا القلب تعرض على الله .
" يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم "
هل قلبك هذا يصلح لكي تأتي الله به يوم قيامتك ؟
هل قلبك سليم لكي تفرح وتقابل الله ؟
بالطبع لا .
إذا ماذا العمل ؟
ابكي يا أخي وابكي يا أختي .
ابكي على قلبك , ابكي عليه وطهره .
ابكي حتى تغسل قلبك من هذه الذنوب , ابكي على ما فرّط في حق الله وفي حق نفسك .
ها هل انتهيت من دمعك ؟
أه لا يزال قلبك أسود ليس بنفس الدرجة ولكنه ما زال أسود لم تنقيه الدموع .
إن ما تم اقترافه في تلك المرحلة لا تغسله الذنوب فقط , إذا ما العمل ؟
أبشرك أخي الحبيب أعلم أنه طالما فتح الله عليك باب البكاء فأعلم انه يريد أن يطهرك .
تعالى معي قبل أن نشرع في التحدث عن العلاج
تعالى معي نقرا تلك الآية سوياً
بسم الله الرحمن الرحيم
" قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم "
ما حال قلبك بعد أن سمعت تلك الآية .
ما رأيك في أن تقوم تغتسل وتتطهر وتتوضأ .
أريدك أن تستشعر أنك تغسل قلبك بالماء , أغسله وطهره .
هل انتهيت . طيب ما تقوم تصلي ركعتين في ظلام الليل وأعلم
" أن ما دُمّر في الظلام تستطيع أن تصلحه في الظلام "
ولكن شتّان بين ظلام المعصية وظلام الثلث الأخير من الليل .
أسجد لبرك وناجيه وأدعوه أن يغفر لك وأن ينير قلبك .
ها أنت بدأ قبلك ينير , ها هي تلك النقطة السوداء بدأت تنجلي شيئاً فشيء .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .
"تعرضالفتن
على القلوب كعرض الحصير عودا عودا، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتةسوداء،
وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تعود القلوب على قلبين: قلب أسود
مربادا كالكوز مجخيا، لا يعرف معروفا و لا ينكر منكرا، إلا ماأشرب من
هواه، و قلب أبيض فلا تضره فتنة ما دامت السماوات و الأرض. "
ها هي تلك النقطة البيضاء بدأت تظهر ولكنها ما زالت صغيرة . فما العمل .
أه إنها تنقية القلب .
" التخلية قبل التحلية "
لا بد أن نمسح تلك المعاصي التي سوّدت قلبك .
إنها
تلك السيجارة , إنه هذا الشريط لمطربك المحبوب العملاق الذي سيشفع لك عند
ربك , إنها الأغنية المشهورة التي ستدندنها في قبرك , إنها البنت المحبوبة
المعوقة حبك الوحيد .
إنه الربا , المال الحرام , إنه البعد عن القرآن , والبعد عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
هيا هيا نظف قلبك نقه من المعاصي .
ها هي بدأت تلك البقعة البيضاء تتسع ولكنه لا تزال جوانب قلبك مسوّدة مظلمة .
وجدت لك الحل . تعالى معي نقرأ كتاب الله ونستخرج من الجواب الشافي .
بسم الله الرحمن الرحيم
"
الذينلا يدعون مع الله إله أخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق
ولايزنون ومن يفعل ذلك يلقى أثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد
فيهمهانا إلا من تاب وأمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم
حسناتوكان الله غفوراً رحيماً "
هل سمعت تلك الآية من قبل وهل سمعتها بنفس درجة الخشوع .
إنها تلك الكلمة القرآنية الرحيمة
" إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً "
هيا
تب إلي الله وأجتهد في الطاعات , استغفر الله , وسبحه وأكثر من الذكر ,
فإن الذكر حياة القلب , اقرأ القرآن , واظب على الصلاة , أسمع للعلماء
وللدعاة الصادقين الربانيين , لا تنسى قيام الليل , أرحل عن بيئة المعصية
, وأشرع في تقلي العلم الشرعي أو حتى بديهيات .
وأعلم أن القلوب جوّالة إما أن تجول حول السماء وإما أن تجول حول الخلاء .
فأجعلها تجول حول السماء .
ها هو قلبك بدأت تملأ جنابته النور
ها هو قلبك قد سطعت أنوار الإيمان فيه.
والآن دعني أردد عليك السؤال الذي طرحته عليك في أول كلامي
" كيف تجد قلبك ؟ "
تستطيع الآن أن تقول لي مطمئن بالإيمان كما قالها عمّار بن ياسر .
تستطيع ان تقول قلبي ترك المعاصي بدأ يدخله النور , وبدا الإيمان يستقر بداخله .
هنا
فقط إذا حدثتك بشيء تبدأ تنصت له بأذن قلبك لا بأذن عقلك , إن حالك قبل
تلك المرحلة , مراحل التطهير والتنقية والغسل والشحن حاله قبل تلك المراحل
كان سيء جداً , كان يسمع بعقله فقط وقلبه صامت ميت لا يتحرك .
يكتفي بالسماع العقلي فقط لا يمرر الكلام على قلبه , وكيف يمرره وقلبه أسود لا ينكر منكراً ولا يأمر بمعروف .
إذا كلمتك عن صلاة الليل والتهجد وأنت مضيع للفروض الخمس فكيف تستمع وتنصت .
فإن
حال كثيراً من الناس يسمع بعقله , ولنضرب مثلاً هنا في المنتدى حينما أقوم
بطرح موضوع عن الاختلاط , ترى الناس تشكر وجزاك الله خيراً موضوع رائع .
وتراه
بعد ذلك مباشرة يكلم الأخت الفلانية على الإيميل وتراه يتحدث معها في
موضوع أمام الأعضاء بلا أدنى حياء أو خجل أو تراه يراسلها وتراسله عبر
رسائل الزوار أو الرسائل الخاصة , وتضحك معه ويضحك معها .
فهل هي أو هو سمعوا بأذن قلوبهم ؟
بالطبع لا .
وآخر تراه قد شكر في موضوع يحرم الغناء وترى في توقيعه صورة للمطرب الفلاني وأغنية للمطرب العلاني .
فلا تأتوني بعقل على عقلي لكي تقنعوني بأنه قد عقِل ما قيل له أو مرره على القلب .
إن علامة التأثير في القلب هي أولاً قابلية القلب للتلقي .
ثانياً حسن التلقي , ثالثاً المكان المناسب والمناخ المناسب للتلقي .
ومن ثم التفكير في تطبيق ما تم تلقيه وهذا ما نهجته في الحوار معك في مراحل التطوير
والتطهير والشحن الإيماني .
فأنت أخي الحبيب وأختي الكريمة
تستطيعون أن تستمعون إلي الآن بقلوبكم .
إن كان كلام الذي سبق قد أثر فيكم واقتنعتم به .
أخي في الله أختي الكريمة
" كــــــيـــــــف حـــــــــال قــــــــــلــــبــك ؟ "
أعرف وقلبك وأحرص على أن تجعله نظيفاً .
اللهم طهر قلوبنا من المعاصي والذنوب
اللهم طهر قلوبنا من المعاصي والذنوب
اللهم طهر قلوبنا من المعاصي والذنوب .
اللهم أصرف قلوبنا إلي الطاعة .
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا
وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان وأخرجه من قلوبنا
اللهم نوّر قلوبنا بنور اليقين .
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه , و أرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه .
وصلي اللهم على محمـد عبدك ونبيك صلى الله عليه وسلم .
أحبكم في الله
منقول
الرابط الاصلي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى