نصيب.... قصة واقعية
صفحة 1 من اصل 1
نصيب.... قصة واقعية
نصيب
حينما يتعامل المرء مع شخص مميز ويرغب في الاستمرار في وده ثم بمرور الوقت قد ينتابه شعور بأن ما يكنه لهذا الشخص من مشاعر بدت عليها علامات الشيخوخة من فتور في الوصال وغير ذلك,
وهذا أمر طبعي جدا إذ في البداية يتكون جل الحب من إعجاب وانبهار بتميز الآخر واختلافه ولكن رويدا رويدا ما يتلاشى ذلك الانبهار وينقص ويحل مكانه نوع آخر من الحب هو أكثر نضجا ودراية بدروب الحياة .. إنها العِشرة,
العشرة هي الشيء الوحيد الذي يجمع بين نصيب الحنتوشي وعمله كقاتل مستأجر يفكر في التقاعد.
لكن ماهرا السمسار قابله ذات مساء وأقنعه بأنها ستكون آخر مهمة يطلبها منه .. نفس الحديث يتكرر منذ سنة تقريبا ..
كان الهدف هو منصور الخولي تاجر الماشية الذي يقطن" الزرعا " وهي قرية صغيرة على مشارف حدود محمية حسن الجوار,
تلك الحدود مجرد دائرة وهمية _ كخطوط الطول ودوائر العرض التي تحيط برمز الكرة الأرضية التي نزين بها مكاتبنا دليلا على الثقافة _ من نسج خيال نصيب رسمها لتحديد دائرة عمله حتى لا يمارس عمله داخل تلك المنطقة _ أخلاق مجرمي عشرينيات القرن الماضي _.
تردد كثيرا فهو لا يريد أن يغالط نفسه, نعم فالقرية كانت خارج نطاق المحمية لكن بيت التاجر يقع نصفه الجنوبي داخلها,
ليتني قمت بتقليص الدائرة قليلا حتى يخرج منها نصف هذا البيت.. قليل من العَتب بين الرجل ونفسه لا دخل لنا بذلك.
توصل أخيرا لحل يرضي الطرفين: جيبه وضميره معا, فالقسم الذي يقع داخل المنطقة المحرمة هو ملحق البيت من حظيرة وتنور وهنا سن قانونا طارئا بتحريم سرقة التاجر والاكتفاء بقتله فقط _فمال الرجل من ماشية يحرم المساس به لارتيادية موقعه_.
لم يكن هذا القرار سهلا ولم يتخذه عن قناعة كاملة بل لربما كان لعامل الجوع وشظف العيش وارتفاع سعر الرجل (مائة جنيه مصري) أكبر الأثر في حمله على الموافقة وتبرير موقفه أمام ضميره المندد دوما , أيضا كان هناك عامل آخر ساهم في موافقته ألا وهي والدته المقعدة التي لا يقوى على علاجها ... مع العلم بأنها قد توفيت منذ فترة ليست بالقصيرة لكنها مخيلته الواسعة إذ لو كانت أمه على قيد الحياة ولا يملك دواءها لكان ذلك كافيا لإقناع ضميره الذي أشبه ما يكون بالمعارضة المصرية في وقتنا الحالي لا تقوى إلا على الجدل وسرعان ما تقتنع وترضخ .
قبل قليل أتم نصيب جولته المبدئية وهي تحديد المكان وآن الأوان للقيام بالجولة الثانية وهي جمع المعلومات اللازمة عن التاجر ..,
بعد وقت قليل أمضاه نصيب في السؤال عن منصور علم أنه يعود إلى بيته مساء الخميس ثم يمضي ساحبا بقراته وما يريد بيعه إلى أحد الأسواق ونظرا لانعدام المواصلات فقد كان التاجر يمضي أسبوعا كاملا ثم يعود إلى بيته مساء الخميس وهلم جرا.
كان القرار الحازم أن يقوم باصطياده عندما يعود إلى بيته.
اصطحب نصيب شريكه قاسي وانتظرا سويا منصورا التاجر وما أن عاد حتى هم قاسي بإطلاق النار عليه لكن نصيب نهاه عن ذلك قائلا:
حتى يدخل منزله ويرى زوجته وصغاره ويناول معهم العشاء ثم نقم بعد ذلك بأداء واجبنا.
لكن بمجرد دخول التاجر منزله حتى أحاطه صغاره ولم يفارقوه .., مرت الساعات والحال كما هو, أراد قاسي أن يقتله بين صغاره لكن نهاه نصيب عن ذلك بشده.
مرت أسابيع عديدة والوضع لا يتغير, هنالك انفجر قاسي معلنا رفضه لأسلوب مُعلمه عازما على الذهاب للمهمة منفردا ,
لكن لم يك لنصيب أن يدعه يفعل ذلك فالرجل يخشى على تاريخه المهني وسمعته أن تتلاشى ويظن الناس به ضعفا ,
ذهبا سويا إلى بيت الرجل ولكن النوايا تختلف فنصيب كاره لذلك وصاحبه مستبشر بالصيد السهل .. وما أن وصلوا إلى مشارف القرية حتى سمعوا نحيب النساء وإذا بالتاجر قد وافته المنية بينما يلاعب أطفاله...
قام قاسي بإطلاق بعض الأعيرة النارية بالهواء ثم عاد الرجلان إلى السمسار للحصول على ما تبقى لهما من أجرة
بقلمي...,.
boddijin- الانتساب : 28/11/2009
رقم العضويه : 10
عدد المساهمات : 7
العمر : 38
عدد النقاط : 10963
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى